هذا العالم العربى الذى نعيش فيه الان يذكرنا بقصة قديمة عن ذلك الملك الطاغية الذي كان يخشاه الجميع و لا يجرئ احد علي انتقاده أو حتى توجيه إصبع الاتهام إليه . إلا تعظيما لشئنه وتبجيلا لرفعته وقدره .. فقد أراد هذا الملك الطاغية أن يعد لنفسه ثوب العفة.. والذي لا يراه سوى الأتقياء و الشرفاء وأصحاب الأمانة و العفة .. وهو في الحقيقة ثوب وهمي يكشف كافة الخفايا و النواقص والجرائم والعورات وهذه الحقيقة كشفها مجرد طفل صغير بريء لا يعرف الكذب و النفاق ولا يعرف الخوف فسقطت أسطورة العفاف الزائف . فمازال الزعماء و الحكام يشيدون بأمريكا بلد الديمقراطية.. بلد الحرية ..بلد الحضارة و التقدم والاقتصاد القوي .. فهذا الزعيم العربي يردد إن أمريكا صديقة وآخر أمريكا رمز السلام.. وآخر أمريكا حامية الديمقراطية .. وآخر يصرح بأننا تربطنا بأمريكا علاقات مميزه.. وآخر علاقات وطيدة وآخر علاقات إستراتيجية وآخر علاقات حميمة .. وآخر علاقات تاريخية..وجميعها تلبس ثوب النفاق السياسي . إن كافة عقلاء العالم يعرفون حق المعرفة من هي أمريكا ؟.. وما هى جرائمها العسكرية ؟وجرائمها السياسية ؟ و جرائمها البيئية ؟ وجرائمها الدموية الموثقة ؟..والموثقة في مراكز البحوث الرسمية و الخاصة ..فأمريكا اليوم تفرض سيطرتها العسكرية والسياسية علي كافة الاصعدة .. فهي اليوم تعد فرعون والطاغية في هذا العصر تستبيح دماء الضعفاء من دول العالم الثالث وحتى دماء جنود حلفائها . و تمارس الضغوطات حتى علي العالم المتحضر في أوربا كفرنسا و ألمانيا و انجلترا ..وأصبحت الأمم المتحدة وبكافة هيئاتها المختلفة مجرد حمار يساق حسب أهوائها ومصالحها. ولعل مجلس الأمن يمثل خير دليل علي ذلك التسلط و الطغيان والهيمنة .. في اخذ القرارات الجائرة ضد الدول المستضعفة.. ففي العراق ..تم تدمير حضارة وتشريد شعب ..بالإضافة إلي زرع ألطائفيه البغيضة بالإضافة إلي نشر تلك الأمراض والأوبئة السرطانية .. كل ذلك بسبب ادعاءات كاذبة ” أسلحة الدمار الشامل ” فقد كانت مؤامرة ضد شعب نسج خيوطها اللوبي الصهيوني ونفذها الطغيان الأمريكي بأسلحته الفتاكة . وفي جنوب لبنان هناك قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ( يونيفيل) والمسيسه أمريكيا ..والتي دأبت علي غض الطرف عن الاختراقات الصهيوني المتكررة والتي تجاوزت 3000 خرقا …منذ انتهاء الحرب الأخيرة. وها هي أفغانستان تذوق مرارة التقتيل و التشريد تحت ذريعة محاربة الإرهاب.. الالاف من ألقتلي المدنيين شيوخ ونساء و أطفال يقتلون بيد قوات التحالف ” ايساف ” تحت ذريعة واهية سقطت مصداقيتها من قبل منظمات أمريكية و أوربية وحني أممية . والتي بدأت تعد العدة للانسحاب من هذا المستنقع .. وفك تبعيتها للطغيان الأمريكي . إلي اليوم لم يتم الاتفاق علي تعريف محدد أو موحد لكلمة الإرهاب.. لقد استطاعت أمريكا بطغيانها جر الدول الغربية إلي المستنقع الأمريكي ..والتي بدأت مؤخرا في التملص من هذه التبعية القبيحة بسبب الرأى العام وبسبب الأزمة المالية وبسبب انكشاف التلاعب الأمريكي السياسي الموثق من قبل جهات حقوقية وإعلامية أمريكية ..وهى اليوم تبحث عن الخلاص من المستنقع الأفغاني لحفظ ما تبقي من ماء الوجه .. الجاف أصلا . كافة الدول العربية وبلا استثناء مازالت تؤيد الدور الأمريكي .. بما يتعلق بقضية محاربة الإرهاب بالرغم من ذلك الدجل و الخداع والمؤامرة .. ومن الغريب إن الحكومات العربية قامت باستغلال نفس الفكرة ونفس التوجه ضد معارضيها ..فمصطلح محاربة القاعدة قد بداء يتشعب .. فهنا القاعدة في العراق و هنا القاعدة في شبه الجزيرة العربية و هناك القاعدة في شمال إفريقيا و هناك القاعدة في المغرب العربي ..وانتشر صيت هذا الاسم حتى وصل أواسط روسيا و أوربا و أمريكا نفسها فالتسمية أصبحت رمزا تجاريا يستخدم سياسيا كلما دعت الحاجة أو المصلحة إليه. إن الجميع يعلم وبلا استثناء إن الإرهاب بمفهومه العام صناعة أمريكية سواء كان عسكريا أو ثقافيا أو اقتصاديا أو سياسيا.. باعتراف المفكرين و السياسيين في أمريكا نفسها والمدعومة بالمستندات و الوثائق .. ولعل ما كشفه موقع على الانترنت (Wikileaks)المتخصص بنشر المعلومات والوثائق السرية الأميركية، بنشره 90 ألف وثيقة سرية من الوثائق السرية الأميركية المتعلقة بالحرب التي تخوضها الولايات المتحدة في أفغانستان، وتتضمن بعضاً من أنشطة القوات المتحالفة في الحرب هناك، وأنباء غير معروفة عن مجازر قامت بها تلك القوات ضد مدنيين، وأسرار عسكرية وسياسية عديدة لهو إثبات دامغ لا يمكن دحضه .. لجرائم أمريكا في أفغانستان وحدها ولفداحة الفساد المستشري في الإدارة الأمريكية و قوى التحالف ” إيساف ” .والتي تسعى الحكومة الأمريكية لإصدار القوانين لمنع نشر المزيد من هذه الوثائق .. ومنذ عشرات السنين وامريكا تعكس ذلك الوجه القبيح ,, وتعكس ذلك الطغيان و الجبروت ضد كافة دول العالم .. و ضد العالم العربي و الإسلامي .. بالرغم من هذا كله مازالت أمريكا الصديقة و الحليفة والوفية و حامية السلام و حامية المبادئ والأخلاق و الديمقراطية ..فأمريكا مازالت وستظل تلبس ثوب العفة..وللأسف هذا هو الانكسار ( من الحوار المتمدن ) ( حمى الله مصر حمى الله الوطن ) تحريرآ فى : 7 / 4 / 2017